باكستان والصين تستبعدان تسوية عسكرية في أفغانستان

26ديسمبر2018م

شددت باكستان والصين أمس على أن لا تسوية عسكرية للنزاع في أفغانستان، واعتبرتا أن السلام يمرّ عبر حلّ سياسي مرتكز إلى المصالحة جاء ذلك خلال محادثات في بكين أجراها وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الباكستاني شاه محمود قرشي. ووَرَدَ في بيان أصدرته الخارجية الصينية أن الوزيرين أجريا نقاشاً متعمقاً في شأن التغيّرات الجديدة للوضع في أفغانستان، وتوصلا إلى توافق واسع في الآراء.

وأضاف ان الطرفين اتفقا على أن الطرق العسكرية لا تشكّل حلاً للأزمة الأفغانية، وأن الحلّ السياسي المرتكز إلى المصالحة هو السبيل المنطقي والمعقول الوحيد للسلام.

يأتي ذلك بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب نصف القوات الأمريكية البالغ عددها 14 ألف جندي من افغانستان، في إعلان صدم الديبلوماسيين والمسؤولين في كابول، ويتزامن مع محادثات لإحياء المفاوضات مع حركة طالبان.

وتوطّد الصين، وهي حليف وثيق لباكستان، علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع افغانستان، وتستخدم نفوذها للتقريب بين البلدين اللذين تتسم علاقتهما بتوتر. والسلام في أفغانستان أساسي بالنسبة الى سياسة الحزام والطريق الصينية القائمة على تعزيز الروابط التجارية لبكين في آسيا.

وفي وقت سابق هذا الشهر، ناقش مسؤولون من الصين وباكستان وأفغانستان في كابول، التجارة والتنمية والأمن. كذلك استقبلت بكين قياديين من «طالبان»، في اطار جهودها دفع الأطراف المتنازعين في افغانستان الى التفاوض.
وجاء جاء في وقت قتل فيه ما لا يقل عن 47 شخصاً بهجوم على مجمّع حكومي في كابول الاثنين، استهدفه انتحاري ومتشددون مسلحون وقد وبدأ الهجوم عندما فجّر انتحاري سيارته الملغومة أمام المبنى الذي يضمّ مكاتب وزارة الأشغال العامة والشؤون الاجتماعية والشهداء والمقعدين وتوغل مهاجمون في مبنى وزارة شؤون الشهداء والمعاقين واحتجزوا عاملين رهائن، فيما خاض آخرون معركة مسلحة مع قوات أمن.
وأجلت القوات الأفغانية أكثر من 350 مدنياً من المبنى سالمين، قبل إنهاء العملية مساء الاثنين. وروى موظف في وزارة العمل أنه اختبأ تحت مكتبه لخمس ساعات، فيما كان يسمع إطلاق نار وانفجارات داخل المبنى واضافك حين أخرجتنا قوات الأمن من المبنى، رأيت جثثاً كثيرة مضرجة بالدماء وملقاة في الممرات.
وأعلن ناطق باسم وزارة الصحة مقتل 43 شخصاً وجرح 27، معظمهم مدنيون. واشار الى مقتل شرطي وثلاثة متشددين خلال المعركة التي استمرت 7 ساعات داخل المجمع.
وتحدث ناطق باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش عن هجوم همجي، فيما قال الرئيس أشرف غني إن الإرهابيين يهاجمون أهدافاً مدنية للتستّر على هزيمتهم في ساحة المعركة.

وكتب الرئيس التنفيذي للحكومة عبدالله عبدالله على «تويتر»: «على عصابة طالبان الإجرامية أن تدرك أنها مع كل هجوم تنفذه على شعبنا، يزداد تصميمنا على القضاء عليها. أفعالها مخزية وتتنافى مع فكرة السلام». لكن الناطق باسم طالبان» ذبيح الله مجاهد أكد ان حركته لا علاقة لها بالهجوم.
وسبق لمسلحين أن هاجموا وزارات وإدارات حكومية، لأن تحصيناتها قابلة للاختراق ويعدّونها أهدافاً سهلة. وهذا الهجوم الأعنف الذي تتعرّض له كابول، منذ فجّر انتحاري نفسه وسط تجمّع ديني الشهر الماضي، موقعاً 55 قتيلاً.
جاء الهجوم بعد أيام على بلبلة شهدتها أفغانستان، إثر إعلان خطة وافق عليها ترامب لسحب حوالى نصف عدد الجنود الأميركيين من البلد. لكن شبكات تلفزة محلية نسبت إلى قائد هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال جوزف دنفورد، الذي زار أفغانستان عشية عيد الميلاد، قوله إن مهمة القوات الأميركية في البلد ستستمر من دون تغيير. وقال لمئات من الجنود الأميركيين الذين تجمعوا في قاعدة: انتشرت كل أنواع الإشاعات. المهمة لديكم اليوم هي ذاتها التي كانت لديكم بالأمس.
في غضون ذلك، قتلت طالبان قائد شرطة في إقليم فارياب، فيما أسفرت الاشتباكات عن مقتل 16 من مسلحيها. وفي إقليم ننغرهار قتلت الحركة 8 من أفراد ميليشيا مؤيدة للحكومة، فيما قُتل 10 من طالبان.

المصدر: الوكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى