استضافت السعودية الصيف الماضي مؤتمراً عالمياً للعلماء المسلمين لمناقشة الحرب الأفغانية وايجاد حلول محلية لها وفي أكتوبر؛ التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الممثل الأميركي الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد، اللقاء الذي تزامن مع استضافة دولة الإمارات لمحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية، وتستعد الحكومة السعودية لاستضافة الجولة القادمة من محادثات السلام حول أفغانستان خلال الشهر الجاري حيث أكد الرئيس الأفغاني أشرف غني عقب مكالمة هاتفية مع الملك سلمان بن عبد العزيز على أهمية الدور السعودي في تعزيز السلام والاستقرار في أفغانستان، وقال إن الاجتماع المقبل في المملكة سيكون خطوة جيدة ويبدأ في عمليات لاحقة.
وقال متحدث باسم مجلس السلام الأعلى الذي عينته الحكومة الأفغانية إنه من المتوقع أن يشارك أعضاء المجلس والمندوبين الحكوميون في محادثات يناير. وبالتزامن مع الجهود السعودية-الاماراتية لإحلال السلام في أفغانستان قال الرئيس ترمب أنه يعتزم على خفض عدد القوات الأميركية في أفغانستان الى النصف أي الى 7 آلاف، إلا أن ممثل مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض، غاريت ماركيس، أعلن بعد أسبوع من اعلان الرئيس أن قرار خفض الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان لم يتخذ بعد بشكل نهائي.
كما قالت صحيفة الوول ستريت جورنال بأن الادارة الأميركية لا تزال في طور دراسة قرار تخفيض الوجود العسكري في أفغانستان، حيث تعتبر الحرب الأطول التي شارك فيها الجيش الأميركي ودامت 17 عاما.
وأثار موقف الانسحاب من أفغانستان، اعتراضات واستغراب في واشنطن، حيث افتتح الرئيس ترمب عهده بشن حملة مشددة ضد تنظيم داعش في أفغانستان، مستخدماً قنبلة عصف هوائي جسيمة، سماها الرئيس ترمب «أم القنابل» استخدمتها أميركا لأول مرة ضد مواقع تنظيم «داعش» في ولاية ننغرهار. وفي تصريحات لـ»الرياض»، يرى المحلل الأفغاني، سيد صلاح الدين أن التدخل السعودي لارساء الأمن والاستقرار في المنطقة هو حاجة ملحة، مشيراً إلى خطة عمل سعودية وحزمة إنقاذ تبدأ بباكستان وتمتد إلى أفغانستان قد تمنع تفشي المزيد من الفوضى والتجزئة المحتملة لأفغانستان.
ويرى سيد صلاح الدين أن الدور السعودي الممتد إلى وسط آسيا، يمنع الكوارث التي قد تترتب على الانسحاب الأميركي إن حصل، وهو تحرك استراتيجي سيكسب السعودية منطقة هامة يتعزز فيها التأثير السعودي على حساب الإيراني من خلال لعب دور دولي لإتمام المصالحة بين الأفرقاء في أفغانستان، حيث ستستضيف السعودية وفد من المسؤولين الأميركيين في مفاوضات جدة، وتتولى زمام الأمور في المصالحة والتأسيس لليوم التالي في أفغانستان.
ويرى صلاح الدين أن هذا الدور القيادي السعودي ليس بجديد، ولكن الجديد هو تعمّق علاقة السعودية مع هذه المنطقة التي باتت أقرب الى السعودية من أي وقت مضى خاصة العلاقة الباكستانية – السعودية التي تمر اليوم بأفضل أوقاتها ومن المتوقع أن ينتج عنها تحركات ايجابية للمنطقة.
المصدر: الوكالات
