3فبراير2019
تستضيف العاصمة الروسية موسكو أكبر اجتماع للساسة الأفغانيين إلى جانب وفد من حركة طالبان التي أجرت سلسلة مفاوضات مع ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية وكان آخرها في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي لمناقشة سبل تسوية الأزمة الأفغانية الراهنة وإنهاء الصراع الدائر في أفغانستان منذ أكثر من 18 عاماً، وذلك تمهيداً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للانسحاب من أفغانستان.
وقررت الإدارة الأميركية برئاسة جورج بوش في عام 2001 وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر احتلال أفغانستان تحت مبرر القضاء على تنظيم القاعدة وإطاحة حركة طالبان.
لا تنظيمُ القاعدة اختفى ولا حركة طالبان هُزمت، بل على العكس، فقد استطاعت الحركة تكبيد القوات الأميركية وقوات الحكومة المتحالفة معها خسائر كبيرة، بالرغم من إزاحتها عن السلطة والتناحر الداخلي في صفوفها.
وبعد 17 عاماً من الاحتلال، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه الانسحاب من أفغانستان، وها هي الولايات المتحدة تجلس مع زعماء طالبان الذين كانوا أعداءها للأمس القريب، وتُجري معهم مفاوضات في الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق سلام نهائي.
بل أبعدُ من ذلك، استطاعت الحركة فرض شروطها ورفضَ التحاور مع الحكومة الأفغانية، وأصرّت على إجراء المفاوضات مع الأميركيين في قطر وليس في السعودية تفادياً لسعي الرياض إلى إشراك الحكومة الأفغانية في الحوار كما قال مسؤولوها.
ومن هنا يمكن التساؤل ما فحوى مسودة الاتفاق بين واشنطن وحركة طالبان؟ وما الذي حتّم على الولايات المتحدة اتخاذ هذه الخطوة؟ ماذا عن دور دول الجوار وروسيا التي دخلت على خط المفاوضات بإعلانها العزم على استضافة قيادات من طالبان قريباً؟ أسئلة مثيرة تجيب عليها جهود السلام الدولية والإقليمية خلال الأيام القادمة.
وأفادت الأنباء أن ثلة من سياسيين أفغان على الأقل دعوا إلى الاجتماع الذي سيعقد دون وجود الحكومة الأفغانية يومي الثلاثاء والأربعاء.
هؤلاء هم الرئيس السابق حامد كرزاي، وزعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار، والرئيس التنفيذي لحزب الجمعية الإسلامية عطا محمد نور، وحزب الوحدة الزعيم محمد محقق، نائب وزير الخارجية السابق حكمت كرزاي، عضو الجمعية العليا اسماعيل خان، وزير الدفاع السابق شاه نواز تاناي وسفير طالبان السابق في باكستان عبد السلام ضعيف، وتسارعت جهود السلام الافغاني في الاشهر الاخيرة حيث التقت طالبان بمبعوث السلام الامريكي أربع مرات على الاقل.
وكان اخر اجتماع لهم في قطر في يناير حيث اتفق الجانبان من حيث المبدأ على إطار اتفاق سلام يتطلب من طالبان قطع العلاقات مع الارهابيين والولايات المتحدة لسحب قواتها من أفغانستان.
وقد رفضت حركة طالبان حتى الآن الاجتماع مع الحكومة الأفغانية، وقد أعرب الرئيس أشرف غاني عن قلقه من أن الولايات المتحدة إذا ما سارعت إلى عقد صفقة مع طالبان قبل أن توافق مجموعة المتمردين على التفاوض مع الحكومة، فإنها قد تقوض الدولة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية صبغت أحمدي قد قلل من أهمية الاجتماع المرتقب في موسكو، قائلا إنه لن يساعد عملية السلام وإنهاء الصراع في أفغانستان في الوقت.
في هذا السياق حذر مستشار الرئيس الأفغاني للشئون الإقليمية ورئيس الأمانة العامة للمجلس الأعلى للسلام السيد (عمر دودزاي) من مغبة الانسحاب السريع للقوات الدولية من مشيرا إلى أنه سيسفر عن ذلك المزيد من إراقة الدماء في البلاد.
أوضح المذكور أن عواقب الانسحاب السريع للقوات الأجنبية من أفغانستان خطيرة وإذا حدث ذلك بشكل غير منظم وتدريجي، فسوف يترك فراغ سينجم عنه المزيد من عمليات سفك الدماء.
وكان قد أعلن الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) في وقت سابق، سحب نصف قواته المسلحة من في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام يشمل حركة (طالبان) ويهدف إلى إنهاء الحرب في أفغانستان.
وكانت السفارة الروسية لدى كابول قد أكدت في بيان لها يوم أمس السبت أن أي مسؤول في وزارة الخارجية والحكومة الروسية لا يشارك رسمياً في اجتماع (موسكو) المقرر انعقاده يومي الثلاثاء والأربعاء بمشاركة ممثلين من حركة طالبان، والذي تفعله روسيا تهيئة الأجواء لانعقاد هذا الاجتماع.
وكانت قد وافقت حركة طالبان في بيان لها رسمياً على المشاركة في هذا الاجتماع هذا الأسبوع في حين رفضت الحكومة الوطنية المشاركة فيه و اعتبرته بأنه مسرحية سياسية ولا تأثير له إيجابياً.
المصدر: المركز الأفغاني للإعلام+الوكالات