الاثنين2مارس2020م
خاضت الولايات المتحدة الأمريكية على مر الزمان حروباً ضارية عدة في مختلف أنحاء العالم أطولها شنتها مطلع القرن الحالي، وأبرزها الحربان العالميتان، إضافة إلى حربيها على فيتنام والعراق، إلا أن حربها في أفغانستان وهي الأطول من بين تلك الحروب والتي دامت 19 عاماً، تختلف عن بقية تلك الحروب.
بلغ عدد الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب الأمريكية الأخيرة ضد حركة طالبان على مدار الـ19 عاماً الماضية حوالي 600 ألف جندي، ولا يزال منهم نحو 13 ألف حتى اليوم.
وهذا الرقم هو أقل من ربع العدد الذي شارك في حرب فيتنام، وحوالي نصف العدد الذي ذهب إلى العراق، وعدد ضحايا الحربين أكبر من العدد الذي وقع في أفغانستان على طولها.
وقد اعتبر الخبراء العسكريون والمحللون السياسيون في بداية الحملة الأمريكية ضد حركة طالبان بأنها صراع بين الفيلة والنملة إلى أن تغلبت النملة على الفيلة وقد أقرت الأخيرة بفشلها حيث بدأت تبحث عن سبل الخروج والهروب من المستنقع التي وقعت فيها أعلنتها الرئيس بوش بأنها حرب صليبية جديدة.
حجم الخسائر:
تتميز الحرب الأمريكية في أفغانستان بانخفاض أعداد القتلى ولا سيما من العسكريين على الرغم من أنها أطول حرب خاضها الجيش الأميركي، ويرجع الفضل إلى سلسلة من البروتوكولات الطبية العسكرية، وكان أبرزها الساعة الذهبية.
فقد حققت الساعة الذهبية نجاحًا مذهلاً في إنقاذ حياة الجنود الأميركيين المصابين، فمن خلالها يمكن نقل جندي مصاب إلى مركز الرعاية في غضون ساعة، وعمل الإسعافات الأولية الفورية لإبقاء جندي على قيد الحياة لفترة طويلة.
كما أن عدد القتلى المدنيين في أفغانستان أقل بكثير من أي حرب خاضتها أميركا خلال الـ75 سنة الماضية.
التكلفة:
كلفت حرب أفغانستان الإدارة الأميركية مبالغ طائلة، فكانت الحرب الأكثر تكلفة في القرن الأخير بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أنفقت الولايات المتحدة نحو 2 تريليون دولار على مدار 18 سنة، أي أكثر من 100 مليار دولار سنوياً.
يذكر أن واشنطن وحركة طالبان كانتا قد وقعتا اتفاق سلام تاريخيا في الدوحة يوم السبت الماضي، حيث تعهدت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها بسحب كافة قواتهم من أفغانستان خلال 14 شهراً شريطة التزام حركة طالبان ببنود الاتفاق، منها البدء بمحادثات مع كابول بهدف التوصل إلى اتفاق سلام فعلي.
المصدر: المركز الأفغاني للإعلام والدراسات+الوكات
