نيويورك تايمز تكشف أساليب الحكومة الأفغانية لمواجهة طالبان

الأحد7فبراير2021

كشف تحقيق جديد لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن أساليب احتيالية تستخدمها مستويات عليا في الحكومة الأفغانية ومسؤولي أمن لتجنيد ميليشيات من المقاتلين، واستغلالهم للدفاع عن الأراضي ضد طالبان في أفغانستان.

ووفقاً لأعضاء الميليشيات السابقين والمسؤولين المحليين، تستدرج شبكة من سماسرة السلطة الغامضين وأمراء الحرب، بتمويل من الحكومة الأفغانية وقوة الشرطة الوطنية، الفقراء للانضمام إلى الميليشيات، مستخدمين في بعض الأحيان الكذب والاحتيال، للاحتفاظ بالسيطرة على الأراضي حول الطرق السريعة في شمال البلاد.

وباتت هذه الطرق الرئيسية إحدى الوسائل القليلة المتبقية للسفر البري بين المقاطعات، الخط الأمامي للمواجهة مع حركة طالبان.

غير مدربين في كثير من الأحيان، بعد منحهم بندقية ووعدا بالحصول على راتب إذا ظلوا أحياء، في حين وصل البعض الآخر للعمل في أعمال البناء، ولكنهم أدركوا أنه لا يوجد أعمال إصلاح.

ويرسل أفراد الميليشيا إلى مناطق خطيرة للغاية، لا يمكنهم الفرار منها، ثم يُتركون هناك لأسابيع أو أشهر، حتى لا يكون أمامهم خيار سوى الموت أو القتال، وفق التحقيق.

وتعتبر ممارسة التجنيد الاحتيالية هذه أحدث مؤشر على أن قوات الأمن الأفغانية قد باتت خالية من المبادئ، بينما تضعف حملة التجنيد وتستمر هجمات طالبان بوتيرة لا تلين في جميع أنحاء البلاد، بحسب تحقيق نيويورك تايمز.

عودة أمراء الحرب

يشير التحقيق إلى عودة زمن أمراء الحرب، الذي ينذر بانقسام البلاد إلى أراض يحكمها رجال أقوياء وتدمرها الحرب الأهلية، فضلا عن كونها تحذيرًا مقلقًا بشأن مستقبل البلاد مع توقف مفاوضات السلام في قطر واحتمال الانسحاب الأمريكي الكامل بعد أشهر فقط.

وكشفت المقابلات التي أجراها معدو التحقيق مع أكثر من 10 مسؤولين محليين وأعضاء سابقين في الميليشيات وضباط أمن وأفراد أسر الضحايا وبعض القادة الذين اعترفوا بتورطهم في هذه العملية، عن تفاصيل عن شبكة الميليشيات والدعم السري الذي تتلقاه من المستويات العليا في الحكومة الأفغانية، كما كشفت عن الضرر الذي لحق بالعائلات التي يتم تجنيد أفرادها وإرسالهم لحتفهم.

ويقول سيد مير الذي كاد ابنه جواد أن يموت في إحدى النقاط بعد إطلاق النار عليه في عنقه إن ابنه يفتقر إلى أي خبرة عسكرية، معاق، وليس شخصًا يجب أن يرسل للقتال.

وكانت مقاطعة بلخ في الماضي واحدة من أكثر المقاطعات استقرارًا في البلد، ورفع موقعها على طول الحدود مع أوزبكستان وعلى طريق تجاري رئيسي من تركمانستان الاقتصاد المحلي بعد الغزو الأمريكي في عام 2001، ولكن في السنوات الأخيرة انخفض الاستقرار هناك تدريجيا حيث كافحت الحكومة في كابول للسيطرة على قيادة المقاطعة وتزويد الشمال بعدد كاف من قوات الأمن.

المصدر: صحيفة نيويورك الأمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى