الأربعاء24فبراير2021
في أول رد فعل لحركة طالبان على تقرير بعثة الأمم المتحدة حول ضحايا المدنيين في أفغانستان وصفت الحركة تقرير البعثة بالمؤسف والمخيب للأمل، وقالت إنه مع الأسف الشديد تُخفي البعثة الأممية السبب الحقيقي وراء قتل المدنيين، والجهة الأصلية التي تفعل ذلك.
ويأتي التقرير بعد يوم واحد على إعلان طالبان استئناف المفاوضات مع وفد الحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم في تغريدة على تويتر: عقد مساء اليوم اجتماع في أجواء جيدة بين رئيسي فريقي التفاوض الأفغاني وبعض الأعضاء، وأكد الاجتماع على ضرورة مواصلة المفاوضات، وجرى تكليف المجموعتين اللتين تمثلان الطرفين بتنظيم موضوعات الأجندة، ومواصلة اجتماعاتهما بهذا الصدد.
سجلت البعثة الأممية في أفغانستان (يوناما)، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، ارتفاع عدد القتلى والجرحى المدنيين بأفغانستان في الربع الأخير من عام 2020، بعد بدء مباحثات السلام في سبتمبر الماضي، موضحة أن إجمالي الضحايا يظل مع ذلك أقل من العام الذي سبقه.
وأوضح التقرير أن وتيرة استهداف المدنيين في أعمال عنف ارتفعت بشكل مخيف في الربع الأخير من 2020، بعدما أبرمت طالبان اتفاق سلام مع الولايات المتحدة الأميركية في الدوحة في فبراير من العام نفسه، وباشرت عملية مفاوضات مع الحكومة الأفغانية في سبتمبر الماضي.
وأعربت البعثة عن أسفها الشديد حيال الأمر، مؤكدة أنه بعد إبرام الاتفاق بين واشنطن وطالبان انتعشت آمال الأفغان، بعدما ظنوا أن عملية السلام ستصل إلى بر الأمان وستجد حلاً للمعضلة، غير أن ذلك لم يحصل لحد الآن.
كذلك جاء في التقرير أنه خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي انخفضت وتيرة استهداف المدنيين في أفغانستان، وحصل وقف إطلاق النار بين الحكومة الأفغانية وطالبان، في أيام العيد، وذلك كان مؤشراً إيجابياً. وأضاف لذا ظن الأفغان أن الحل مقبل، لكن بعد شهر سبتمبر ومع بدء الحوار بين الأطراف الأفغانية ازداد الوضع سوءاً وارتفعت وتيرة قتل المدنيين بشكل خطير.
كذلك جاء في تقرير البعثة أنه خلال العام الماضي سقط 8820 مواطناً أفغانياً بين قتيل جريح (أقل من 10 آلاف منذ 2013)، مؤكداً أن عدد القتلى من بين هؤلاء 3035 بينما عدد الجرحى كان 5785. وأوضح أن ذلك يشير إلى انخفاض عدد القتلى والجرحى بنسبة 15 في المائة مقارنة بالعام الذي قبله، غير أن المؤسف هو أن أعمال العنف التي راح ضحيتها عامة المواطنين قد ارتفعت في الأشهر الأخيرة .
ووفق التقرير الأممي فإن سقوط معظم ضحايا المدنيين كان بسبب هجمات المسلحين المعارضين للحكومة، غير أن القوات المسلحة الأفغانية أيضاً لها نصيب في قتل المدنيين.
من جهته، أكد وفد الحكومة الأفغانية إلى مفاوضات الدوحة استمرار المفاوضات وتكليف فرق العمل بمواصلة اجتماعاتها بشأن بنود جدول الأعمال.
وتوقفت مفاوضات السلام الأفغانية، التي تجرى في الدوحة، لأسباب غير معلنة، أواخر شهر يناير الماضي، حيث غابت طالبان عن طاولة المفاوضات، وقام وفد من الحركة خلال فترة التوقف بزيارات إلى كل من روسيا وإيران.
وعلى الرغم من عقد أربعة اجتماعات بين وفدي الطرفين، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق على جدول الأعمال، فيما شهدت الأراضي الأفغانية موجة غير مسبوقة من العنف، ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، حيث يتبادل الطرفان المسؤولية عن هذا العنف.
المصدر: المركز الأفغاني للإعلام+وكالات