مؤتمر قلب آسيا يركز على السلام الشامل بأفغانستان

الثلاثاء30مارس2021

سلّطت وسائل الإعلام العالمية الضوء على انطلاقة المؤتمر الوزاري التاسع قلب آسيا – عملية إسطنبول في مدينة دوشنبة عاصمة طاجيكستان لبناء توافق إقليمي حول السلام الأفغاني يوم أمس، الاثنين مُشيرة إلى اتصالات قطرية تركية أممية من أجل إرساء سلام أفغانستان.

وأشارت إلى أن مُؤتمر قلب آسيا الذي يستمر ليومين، يأتي قبل اجتماع إسطنبول حول السلام الأفغاني المُقرر عقده الشهر المُقبل لافتة إلى أن تركيا تجري اتصالاتها بالأطراف الأفغانية بالتنسيق مع دولة قطر والأمم المتحدة إذ يجري التواصل مع طالبان من خلال المكتب السياسي للحركة في الدوحة.

وأوضحت أنه في اليوم الأول من مؤتمر قلب آسيا – عملية إسطنبول الذي حضره كبار المسؤولين من الدول الأعضاء، قال نائب وزير الخارجية الأفغاني: إن الجماعات الإرهابية الدولية وتجار المُخدرات يُقوّضون جهود السلام في أفغانستان. ودعا شركاء أفغانستان الإقليميين والدوليين إلى مُمارسة نفوذهم على طالبان من أجل وقف إطلاق النار. وأشار إلى أن عملية السلام الأفغانية هي فرصة للجميع لرؤية مُستقبل جديد للتعاون والترابط الإقليمي.

وسيحضر الرئيس أشرف غني، الذي وصل إلى دوشنبة صباح أمس، الاجتماع في يومه الثاني، وسينضم إلى مُمثلين من 50 دولة ومنظمة دولية. ومن المُتوقع أن يكون للاجتماع الذي يُعقد قبل أسبوعين من مؤتمر السلام المُقبل في تركيا، تأثير كبير على جهود السلام الجارية في أفغانستان.

وفي سياق مُتصل، جدّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين التأكيد على أنه يجب أن يكون هناك «نوع من التسوية السياسية في أفغانستان» وأنه يجب أن يقوم بها الأفغان أنفسهم.

وقال بلينكين في مُقابلة مع شبكة « سي إن إن»: «كان من المُهم أيضًا مُحاولة تسريع الدبلوماسية لأن الجميع في النهاية يُدركون أنه لا يوجد حل عسكري في أفغانستان».

وأضاف: إن الولايات المتحدة والناتو كانا واضحين بشأن نهجهما تجاه أفغانستان. قائلًا: دخلنا معًا، تكيفنا مع الظروف معًا، وسنخرج معًا عندما يحين الوقت وتابع: كان أحد الأشياء المُهمة ليس فقط مُشاركة أفكارنا أثناء إجراء هذه المُراجعة، بما في ذلك الموعد النهائي في الأول من مايو ولكن الاستماع إلى أفكار شركائنا الذين استثمروا كثيرًا.

من جانبها حذّرت طالبان من أن تأخير تواجد القوات الأمريكية في البلاد سوف يُنظر إليه على أنه انتهاك لاتفاق الدوحة وأن كل المسؤولية المُستقبلية عن استمرار العنف ستكون على من ينتهك الاتفاق.

وقالت طالبان: إنها لا تزال مُلتزمة بالاتفاق، ودعت الولايات المتحدة إلى البقاء مُلتزمة بالاتفاق وتجنب إضاعة هذه الفرصة التاريخية. وكان رئيس البرلمان الأفغاني مير رحمن رحماني قد وصل إلى تركيا الأسبوع الماضي واجتمع مع نظيره التركي، مُؤكدًا أهمية الاجتماع بالنسبة لأفغانستان. وقال رحماني: «ناقشنا المُستوى المُرتفع للعنف والهجمات المُستهدفة ومُفاوضات السلام بين الأفغان والجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية».

وأعرب سياسيان أفغانيان عن ترحيبهما بمُبادرة مؤتمر إسطنبول للسلام حول أفغانستان المُزمع عقده في أبريل المُقبل، بمُشاركة الفرقاء الأفغان وعدة أطراف إقليمية ودولية. وفي مُقابلات مع وكالة الأناضول تحدث خلالها كل من حامد كرزاي الرئيس الأفغاني السابق، ومحمد مُحقق مستشار الرئيس الأفغاني لشؤون الأمن والسياسة وزعيم حزب الوحدة الإسلامي الشعبي: إن تركيا يُمكنها لعب دور مهم للغاية في تسريع وتيرة عملية السلام نظرًا لروابطها القوية مع أفغانستان ولثقة جميع الأطراف بها.

وقال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي: إن السلام لا يُمكن أن يتحقق إلا بالحوار بين الأفغان. وأشار إلى أن الخطوة المُقبلة من أجل الوصول إلى اتفاق للسلام في أفغانستان ستكون مُباحثات إسطنبول، وأن تركيا صديق قديم لأفغانستان تربطهما روابط تاريخية قوية، لافتًا إلى مُشاركة جميع الأطراف في مُؤتمر إسطنبول.

وأضاف: إن قبول طالبان الانضمام إلى الحكومة الأفغانية الحالية سيكون أسهل طريقة للتوصل إلى حل، وبذلك سيتمكن جميع الأطراف من العمل سويًا من أجل تلبية احتياجات البلاد، كما يمكنهم إجراء تعديل دستوري حال اقتضى الأمر.

وأكد أن السلام في أفغانستان لن يتحقق إلا بالتوصل لاتفاق بين الأطراف الأفغانية، مُشيرًا إلى استعداد الأطراف لذلك سواء الحكومة أو حركة طالبان.

وقال محمد محقق مستشار الرئيس الأفغاني للشئون الأمنية إن تركيا وقفت دائمًا إلى جوار شعبنا وبذلت الكثير من الجهود في سبيل تحقيق الاستقرار بأفغانستان، ومن هذه الجهود القمة الثلاثية الأفغانية – الباكستانية – التركية.

وأشار إلى أن تركيا لعبت أدوارًا مُهمة قبل ذلك في سبيل تحقيق السلام في أفغانستان وأنها قامت بالعديد من الأعمال في إطار حلف شمال الأطلسي ناتو لضمان الاستقرار وإعادة الإعمار في البلاد.

المصدر: المركز الأفغاني للإعلام + وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى