الأحد9مايو2021
قال زعيم حركة طالبان الملا هيبة الله أخوند زاده في بيان أصدره اليوم الأحد بمناسبة قرب حلول عيد الفطر إن إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان خطوة مهمة، مطالبا الولايات المتحدة بتنفيذ اتفاق الدوحة بشكل كامل.
اتهم أخوند زاده واشنطن بانتهاك اتفاق الدوحة مراراً مشيراً إلى أن تمديد بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان إلى سبتمبر المقبل انتهاك صريح للاتفاق.
وقال زعيم حركة طالبان في بيانه اليوم إن قضية الإفراج عن معتقلي الحركة وشطب أسماء قادتها من القائمة السوداء لم تحل بعد، كما اتهم الحكومة الأفغانية بمحاولة تخريب مفاوضات السلام في أفغانستان بشتى الطرق.
نص الرسالة:
إلی الشعب الأفغاني المؤمن المجاهد، وإلی المجاهدين في خنادق القتال، وإلی كافة المسلمين في العالم السلام علیكم ورحمة الله وبركاته أهنئكم جميعا من صميم الفؤاد بحلول عيد الفطر المبارك، وأسأل الله تعالی أن يتقبل منكم الصيام، والعبادات والدعوات. يسعدني أننا نحتفل بفضل الله تعالی بهذا العيد في وقت يقف فيه بلدنا علی أعتاب الحرية الكاملة والاستقلال، وتقترب فيه بنصرالله تعالی آمال وتطلعات الشهداء، والأيتام، والأرامل، والمهاجرين، وجميع الشعب المضطهد من جهاده لعشرين سنة الماضية من التحقق بإن الله تعالی.
أيها الشعب العزيز! إن بلدنا بعد حصولنا علی الاستقلال بأمسُ حاجة إلی إعادة البناء والوقوف علی الدعائم القوية الثابتة، فلنشارك جميعا بإخلاص في إعادة إعمار البلد، لنحظی جميعا ببلد عامر ومزدهر في ظل نظام قائم علی الشريعة الإسلامية. فلنتجاوز جميعا المصالح والطموحات الشخصية لتحقيق هذا الأمل، وأن نجعل القيم الإسلامية والمصالح الوطنية هي المعيار، وأن نكون شعبا قويا وموحُدا من خلال التسامح والتراحم في ما بيننا، ونؤكدّ لشعبنا كله أنه بعد انتهاء الاحتلال سيقام نظام إسلامي شامل تری فيه جميع أطياف الشعب نفسها بناء علی ما تمتلك من المؤهلات والكفاءات، ولن تُهضم فيه حقوق أحد إن شاءالله تعالی.
إنني أدعو مرّة أخری الأفغان الواقفين في الجانب المقابل إلی عدم بذل المزيد من الجهود لمواصلة الحرب. فهذا البلد هوالموطن المشترك للأفغان، ويجب أن نجتمع علی أحكام الإسلام، وأن نتجنّب كل الخلافات والعصبيات.
إن حضن الإمارة الإسلامية مفتوح أمام جميع الأفغان الذين عارضونا في الماضي. إننا نمدّ إليهم يد التسامح والتقارب، وندعوهم إلينا للسير معا علی طريق الحق، لأنّه لا شيء يُصنع من التعنت والعداء والكراهية. وعلی النقيض من ذلك فإن الأمم تنال الشرف والعزّ من خلال التسامح وقبول الحق
إننا نعتبر سحب أمريكا والدول الأجنبية الأخری لجميع قواتها من أفغانستان خطوة جيدة، ونطالب بقوة لتنفيذ جميع أجزاء اتفاق الدوحة. لسوء الحظ انتهكت أمريكا حتی الآن الاتفاقية مرارا وتكرارا، وألحقت خسائر شخصية ومالية فادحة بالمدنيين. وفي مخالفة لما تمّ عليه التعهد لازال باقي المعتقلين الذين كان من المفترض الإفراج عنهم بعد ثلاثة شهور من بدء المحادثات لم يتمّ الإفراج عنهم بعد، ولم يتم شطب أسماء مسؤولي الإمارة الإسلامية من القائمة السوداء وقائمة الجوائز. ومؤخرا ارتكب الجانب الأمريكي مخالفة أخری تتمثل في تمديد فترة سحب القوات الأجنبية من شهر مايوإلی شهر سبتمبر، فيما أوفت الإمارة الإسلامية بجميع التزاماتها، ووفّت بوعودها وفق الشريعة الإسلامية. إننا نعيد التأكيد علی أنه يجب القيام بكلّ شیء وفقا لاتفاقية الدوحة، ويجب بشكل جدي تجنب المزيد من الأعمال الاستفزازية والانتهاكات. وإذا لم تفِ أمريكا بوعودها فيجب علی العالم أن يشهد أنّ أمريكا هي ستكون مسؤولة عن العواقب.
والإمارة الإسلامية ستدافع عن حريّتها واستقلالها بأي ثمن كما أثبتت ذلك خلال العشرين عاما الماضية.
تسعی إمارة أفغانستان الإسلامية إلی إقامة علاقات جيدة وإيجابية مع العالم والمنطقة والدول المجاورة من أجل تعزيز الازدهار المتبادل والسلوك الجيد من أجل علاقات التعاون وازدهار الشعوب وتنميتها من خلال التفاعلات الإنسانية والدبلوماسية مع بعضها البعض في المجالات ذات الصلة في إطار مبادئ الشريعة الإسلامية.
تطمئن الإمارة الإسلامية الجميع بأنّه لن يتضرّر أحد من الأراضي الأفغانية، وتطالب الجميع بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان. إننا ندعومؤسسة الأمم المتحدة والدول الأخری ذات المصلحة إلی الحفاظ علی الحياد التامّ حيال قضية أفغانستان، وألا تقوم بما يخالف حياة الشعب الأفغاني ومعتقداته وتفكيره وما يستوجب رد الفعل من قِبل هذا الشعب، ويجب أن نقول أنّ تجربة السنوات الثلاث والأربعين الماضية أثبتت أنّ شعبنا لا يتسامح مع الأفكار والمعتقدات المفروضة من أحد.
ومن حق هذا الشعب أن يعيش أساس دينه ومعتقداته وقيمه ومبادئ ثقافته، فيجب علی العالم بأجمعه بما فيه مؤسسة الأمم المتحدة أن يعترف بهذا الحق ويحترمه. إن المحادثات والتفاهم هما من أولوياتنا، ولذلك قمنا بتعيين فريق محادثات قوي لإجراء محادثات أفغانية بين الأطراف المتنازعة، ولكن علی العكس من ذلك حاولت إدارة كابول مرارا وتكرارا تخريب العملية الحالية بشتی الطرق. إنّ الإمارة الإسلامية جانب مهم في القضية، فلا ينبغي لأحد أن يقارننا بمن تُتّخذ قراراتهم في مكان آخر ثم يتمّ إعلامهم بها فقط. إن أيّ عملية سياسية تتعلق بحل قضية أفغانستان وتُتوقع فيها مشاركة الإمارة الإسلامية فيجب أن يتم إعلام الإمارة الإسلامية بجميع التفاصيل مسبقا، لتقوم بتقييمها وفق قيمها الدينية وفق مصالح شعبها العليا، وتُتّخذ القرارات اللازمة بشأنها، لأنّ الأهداف السامية التي قدّم من أجلها شعبنا تضحيات كبيرة مهمّة بالنسبة لنا. أرجومن العلماء والشخصيات السياسية والوطنية وجميع النخب التكاتف من أجل إقامة وتطوير نظام إسلامي خالص في البلد، وأن يعملوا من أجل وحدة الشعب وقوته وتثبيت دعائمه، والإمارة الإسلامية تقدّر جهودهم، وتحتاج بشدة إلی استخدام مواهبهم وقدراتهم في إقامة وتقوية نظام المستقبل. تطمئن الإمارة الإسلامية شعبها كله وبخاصة رجال الأعمال والمستثمرين بأن أرواح الجميع وثرواتهم وشرفهم سيكون في أمان، ليس هذا فحسب، بل ستوفّر لهم الفرص والأسس المناسبة للتشغيل والعمل.
إن المناطق الخاضعة لسيطرة الإمارة الإسلامية تنعم بالأمن المستقر، وحقوق الناس فيها مصونة من الانتهاك، ولا أحد يستطيع أن يضطهد الناس، وقد سُدّت الطرق أمام اللصوص وقطاع الطرق والمفسدين. ولقد تمّ العمل قدر المستطاع في المجالات التعليمية والصحية والإصلاحية والعمرانية والثقافية، ولاتزال هذه المجالات تحظی بمزيد من الاهتمام.
تقوم الإمارة الإسلامية بحماية جميع المشاريع والمرافق والممتلكات العامة، وتسعی جاهدة من أجل تطويرها وتقويتها وتنميتها، وتوصي جميع المجاهدين وعامة المواطنين بمراقبة الأماكن العامة وحمايتها بصرامة، وألا يسمحوا لاحد بإتلاف أوتدمير أي مكان. إن التعليم مطلب مهم لرفاهية الجيل القادم وللبلد، ويمكن لكل شعب أن يزدهر من خلال التعليم. تدعم الإمارة الإسلامية عملية التعليم الإيجابية، وقد أنشأت هيئة خاصة لتحقيق هذا الهدف. تعتبر الإمارة الإسلامية رعاية المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية الأخری وتطويرها من أهم أهدافها، ولذلك يجب علی الشعب كله أن يولي اهتماما خاصا بالتعليم الإيجابي لأبنائه، وأن يرعی المؤسسات والمراكز التعليمية، وأن يقوم بأداء مسؤوليته تجاهها.
إن لحوق الخسائر والأضرار بالمدنيين في الحروب أمر محزن ومؤسف للغاية، والإمارة الإسلامية لديها هيئة خاصة ذات صلاحيات لدرء وقوع الخسائر بين المدنيين. ويجب علی المجاهدين والمواطنين أن يساعدوا تلك الهيئة مساعدة شاملة بهدف منع وقوع الخسائر أثناء العمل الجهادي، وأن تقدّم تعويضات بالقدر المستطاع في حال تعرض أحد للأذی، وأن يُمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.
كما ندعو الطرف الآخر أيضا إلی الامتناع عن قتل المدنيين ومضايقتهم وإساءة معاملتهم. ولسوء الحظ يُشاهَد أنّ مواطنينا المدنيين تلحق بهم الخسائر فيما يقوم به الجانب المقابل من الهجمات والقصف الجوي الأعمی والهجمات الصاروخية والهجمات الأخری، وكل هذه أمور لا تطاق ولا يُتغاضی عنها بحال من الأحوال. يجب علی الإخوة المجاهدين أن يعاملو شعبهم بلطف ورفق، لأنّ هذا الشعب قد تعب وعانی كثيرا من المعاناة، فيجب أن نتعاطف معهم جميعا، ولا يجوز أن يقع منكم الاضطهاد لأحد في أي مكان، وإن وقع عليكم من أحد ظلم فينبغي لنا جميعا أن نتحلی عليه بالصبر وأن نتاساه طلبا لمرضاة الله تعالی.
ويجب أن نكون أكثر تسامحا بهدف تحقيق السلام والوحدة والأمن في البلد، وأن نقدّر شعبنا، وننتبه إلی إصلاح أعمالنا الشخصية، وحافظوا علی أداء الصلوات بالجماعة، وابتعدوا كل الابتعاد عن الذنوب.
وبما أنكم علی أعتاب النصر بإذن الله تعالی فابتعدوا عن التكبر والغرور، بل يجب علينا أن نشكر الله تعالی، ونعود إليه أكثر فأكثر، وأن نكثر منه الاستعانة ونزيد عليه من التوكل والاعتماد.
وأخيرا، أودّ أن أهنّئ مرّة أخری الشعب ّأسره بمناسبة عيد الفطر السعيد، وأرجو من المواطنين الأغنياء والموسرين أن يساعدوا الفقراء والأيتام والمعاقين والمحتاجين في هذه الأيام والليالي المباركة وبخاصة في هذا العام الذي يعاني فيه البلد من موجة الجفاف ويواجه شعبنا المعاناة، ووباء كورونا مأساة كبيرة أخری يعاني منها شعبنا، ولذلك يجب علينا أن نتواصل مع هذا الشعب، وكذلك يجب علی المؤسسات الخيرية والجهات المانحة والمنظمات الدولية أيضا أن تولي مزيدا من الاهتمام بالناس، وأن تتعاون معهم كل أنواع التعاون.
المصدر: المركز الأفغاني للإعلام (خاص)