تكثيف الجهود الدولية للاعتراف بالحكومة الجديدة بأفغانستان

الأحد٢٩سبتمبر٢٠٢١

وصل وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إلى الهند مساء يوم امس الاحد لمناقشة الوضع المتطور في أفغانستان، وذلك في الوقت الذي تتولى فيه قطر زمام المبادرة في التواصل الدبلوماسي مع كابول وإضفاء الشرعية على طالبان.
لا شك أن السعودية والإمارات تشعران بالقلق من التداعيات الأمنية لنظام طالبان على المنطقة، كما تشعران بالقلق من الدور النشط الذي تلعبه قطر وتركيا وباكستان في محاولة إضفاء الشرعية على نظام طالبان، لذا يبدو أن الرياض تتطلع إلى توسيع علاقتها مع الجماعة المسيطرة على كابول، لحماية مصالحها في المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال محمد سليمان، الباحث في معهد الشرق الأوسط، تسعى الرياض بالفعل للحصول على دور جديد في أفغانستان ما بعد الولايات المتحدة.
وقالت كارولين روز، كبيرة المحللين في معهد نيولاينز بواشنطن تنظر المملكة العربية السعودية إلى أفغانستان كمنطقة ذات أهمية حيوية في محيطها.
وتقول الخبيرة للشؤن الدولية إن عديداً من الخصوم الإقليميين للرياض، مثل تركيا وقطر، تمكنوا من الوصول مباشرة إلى نظام طالبان الجديد، وأصبحت قطر في دائرة الضوء لأنها تساعد في إدارة مطار كابول والمشاركة في عمليات الإجلاء، كما أنها في الأساس حليف لا غنى عنه للولايات المتحدة في الشؤون الأفغانية منذ العام 2013 عندما افتتحت طالبان مكتباً في الدوحة، وعندما بدأت في قطر عملية سلام بين الجماعة وإدارة الرئيس الأفغاني المخلوع أشرف غني.
كذلك تتطلع تركيا إلى توسيع نفوذها من خلال العمل مع قطر في تشغيل مطار كابول.
وفي هذا السياق، قال مايكل تانشوم، الكاتب البارز في المعهد النمساوي للدراسات الأوروبية والأمنية في معهد الشرق الأوسط دخول تركيا إلى أفغانستان وشراكتها الأمنية المتعمقة مع باكستان يزيدان من تعقيد خيارات السياسة السعودية، فهي لا تستطيع أن تكون معزولة عن أفغانستان، لكنها ستحتاج إلى إشراك باكستان وأفغانستان بطريقة تتوافق مع أجندتها الإصلاحية وطموحها لتصبح مركز الأعمال الأول في الشرق الأوسط .
ووفقاً لمحمد السلمي، رئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية في الرياض ترغب السعودية في منع كابول من أن تصبح دولة مدفوعة إيديولوجياً تتبنى تفسيراً متطرفاً للدين بجميع أشكاله، وهذا يمكن أن يحول أفغانستان إلى مركز إرهاب عالمي جديد يجتذب المتطرفين ويعيد انتشارهم في جميع أنحاء العالم، كما كان الحال مع صعود القاعدة”.
من ناحية أخرى، هناك إجراء شكلي معين بين الرياض وواشنطن منذ أن تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة، على عكس العلاقات الوثيقة خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب، وبعد أن واجهت انتقادات من واشنطن بشأن أوضاع حقوق الإنسان في المملكة.
لذا ستبذل الرياض جهداً لتجنب وضعها في فئة طالبان ذاتها، بالتالي من غير المرجح أن تعترف السعودية بحكومة طالبان في أي وقت قريب، بل ستنتظر الولايات المتحدة لقيادة الطريق، ثم تحذو حذوها، ومن المرجح أن تستخدم المملكة علاقاتها مع باكستان لاستئناف تعاملها مع أفغانستان.
في غضون ذلك، فإن أحد الاهتمامات الرئيسة لطالبان هو الاعتراف بها كحكومة شرعية، للإسراع في تلقي المساعدات أو الحصول على استثمارات أجنبية، لذلك قد تتخذ طالبان خطاً أكثر ليونة مما كانت عليه في السابق.

المصدر: وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى